الخميس، ١١ تشرين الثاني ٢٠١٠

إنجاز يليق بالأردن! بقلم:طارق مصاروة

هذا مجلس نيابي في مستوى المرحلة. مثلما أن الاشراف الحكومي كان قمة في النزاهة واحترام الناس. وعلى الذين راهنوا بعودة ثلثي أعضاء المجلس النيابي السابق، أن يعيدوا النظر في حساباتهم، وأن يغيروا طريقتهم في التشهير ببلدهم. فإذا كان المجلس السابق أقل من المستوى فالحكومات ساهمت في الفشل .. ذلك أن الحكومة القوية تجد في العملية التشريعية والرقابية مجلس نواب قوياً!!.

ونعود إلى ملاحظة تدني نسبة الناخبين في عمان والزرقاء (أقل من 35%) فنقول: إنهم لم ينتخبوا لأنهم ينامون طويلاً في يوم العطلة، وإنما لأنهم غير معنيين بالمجلس النيابي، وبالديمقراطية، وبما يجري في الأردن. ونحن نحترم الحالة النفسية والفكرية التي تفرض هذه السلوكية. لكننا نتمنى على أصحابها أن لا يشاركوا في احباط مواطنيهم واخوانهم في اشاعات الفساد، والعمولات، والفقر والبطالة، وفشل الحكومات في الدفاع عن مصالح الاردن، فالذي يعزل نفسه عن المجموع، لا يحق له المشاركة في العمل العام.

المصابون بعقد التذمر الدائم يلعنون العشائرية وهم يعرفون انها حصيلة ظروف اجتماعية، ساهم فشل الاحزاب العقائدية، وساهمت حكومات كثيرة في انعاشها، وحين يؤرخ الناس لمرحلة الخمسينيات، سيفهمون هذا الذي نقوله، ذلك ان النظام احترم الاكثرية الحزبية، وهي لم تكن اكثرية نيابية، فكلف الحسين، الف رحمة على روحه العظيمة، زعيم الاكثرية الحزبية بتشكيل الوزارة وتشكلت حزبية ومستقلة. ولم تمض اشهر قليلة حتى بدأت الاحزاب تقفز عن المرحلة، وتلعب لعبة التقدمية والرجعية والتحرر والاستعمار مع انه قبل هذه الوزارة ازيحت القيادة البريطانية لقواتنا المسلحة، وفي عهدها الغيت المعاهدة، فلم تكن هذه الاحزاب هي التي ازاحت جون باغوت كلوب ولم تكن هي التي شكلت الوزارة النابلسية وانما هو الملك، وهو النظام الذي يطور نفسه.

ثم ان العشائرية في بلدنا لم تتمحور حول أفراد، فلا توجد عشيرة إلا وقد انقسمت بين عدد من المرشحين. وقد حدث أن اخوين في انتخابات سابقة ترشحا في دائرة واحدة. تماماً كما تنقسم الأحزاب لمصالح فردية.

هذا المجلس النيابي يتألف من أبناء عشائر، ويضم نخبة من المتعلمين والمثقفين.. أطباء ومهندسين واقتصاديين ومحامين وصحفيين ورجال علم وسياسة. وهو يمثل الأردن تمثيلاً صادقاً وهذا هو المهم. فهو لا يمثل سويسرا أو السويد!.

تحية لقائدنا المبدع، وتحية لحكومة الرفاعي فهذا الإنجاز يليق بالأردن!.

بقلم: طارق مصاروة

عن جريدة الرأي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق