الخميس، ١١ تشرين الثاني ٢٠١٠

وطني ليس دفترا.. بقلم: أحمد حسن الزعبي

وأخيراً أميط اللثام عن فم المدينة بعد ان كادت تختنق بالقماش والصور وبحبال البلاستيك ورائحة الدهان و»ثقل» الكلام المكتوب..فتنفّست وعاد جمال وجهها الذي نعشق..

***

في هذه اللحظات تُزال الصور على عجل بعد ان علقت على مهل، وتقطع اليافطات بيأس بعد ان علقت بتفاؤل،وتعدم اللوحات بقسوة بعد ان نصبت برفق..هذه الدنيا ؛ أناس وظيفتهم أن «يعلّقوا» واناس وظيفتهم ان «يزيلوا»..

***

في نهاية اليوم، ستحتار الأمانة والبلديات في الطريقة الأمثل للتخلص من مهملات الكلام والابتسامات المجفّفة «حصيلة الازالة» ..ثم تهتدي أخيراً الى القلاّبات لتحمل شعارات ووعود المرشحين وتمضي بها جميعاً الى الخلاء، حيث أنقاض البناء،وطمم الحفريات، وعوادم المنازل والشوارع..

***

كلما شاهدت اختلاط ورق الصور بورق اللافتات، بورق بيانات الانتخاب، بورق «الفولوسكاب» في كلمات افتتاح المقرات، بورق خطابات عريفي الحفل،بورق كلمات المؤازرة،بورق القصائد النبطية ..بورق الاقتراع، بورق قوائم الانتخاب، بورق النتائج، بورق المحارم، بورق «التوفي»...أدركت كم كانت فيروز محقّه عندمّا غنّت: «ناس من ورق»..

***

أضيف لفيروز....(ناس من ورق) ووطني ليس دفتراً...



بقلم: أحمد حسن الزعبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق