السبت، ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٠

دعوات .. في ظلال الانتخابات بقلم: عادل الحاج أبوعبيد

في ظل هذا الزخم التحضيري للإنتخابات القادمة للبرلمان الأردني , وبين دعوات رسمية تؤكد نزاهة وشفافية العملية الإنتخابية , وأخرى تدعو للمقاطعة وعدم الإنخراط بهكذا عملية تكرس المرفوض (حسب رأي هذه الفئة) , تتعالى الدعوات هنا وهناك , بين مد وجزر , بين .. شارك أو قاطع , وما بين من يملك الحقيقة ومن يزيفها . نحاول هنا أن نناقش المسألة بكل موضوعية وعقلانية , دونما تأثر عاطفي , أو حشو ديماغوجي أو فزلكة شعاراتاية , ونبدأ بطرح بعض التساؤلات في محاولة الإجابة والتوضيح.

هل من الضرورة أن تحقق العملية الإنتخابية .. العدالة ؟ وهل أن المقاطعة هي التي ستكون عادلة ومنصفة ؟ ألا يعلم المواطن الأردني أن أجداده قد بذلوا النفيس والغالي , وقدموا التضحيات تلو الأخرى للوصول إلى ما نحن عليه الآن من حالة ديمقراطية تحسدنا عليها أمم كثيرة وعديدة , تفتقد أدنى حدود الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر ؟ ألم نعلم أبناءنا أننا كنا الأوائل في التجربة البرلمانية , في حقبة العشرينات , وقبل العديد من الأمم الأخرى والمشهود لها بالحياة السياسية الحزبية الديمقراطية ؟ ألسنا نعلم أن كثيرا من الأمم قد دفعت دماء أبنائها الغالية للوصول إلى الحرية والديمقراطية وأننا وصلنا إلى هذه الحالة بالحكمة والتشاور والإجماع , تظللنا خيمة هاشمية عظيمة الشأن والشرف ؟ أم أن البعض يود لو أننا سفكنا دماءا لتحقيق هذه الغاية النبيلة !!

ألم نعلم أن الديمقراطية والشورى تبدأ وليدة , وتنمو بالحوار الحر والحجج المنطقية والواقعية , وتبادل الأراء , وتقييمها , وإشراك المواطن ومؤسسات الوطن في إتخاذ القرار ؟ ثم , ألسنا نعلم أن التغيير والتجديد والديناميكية السياسية هي التي تجعل الأمم عظيمة , وأن المنهاج السياسي الثابت والا متغير , يتهاوى رويدا رويدا حتى ينهار ويصبح هباءا منثورا , ليكون مادة تاريخية تدرس كحالة من الفشل والسقوط ؟ إن المعارضة الوطنية الحقة , تبذل كافة الجهود , في ظل الأنظمة الديمقراطية , للمشاركة في العملية الإنتخابية , لإيصال صوتها وتقديم برامجها وتشكيل الأحلاف والتحالفات واللوبيات لتنفيذ خططها , وإلا , فإنها تبقى مراقبة ومحاسبة للتيار الآخر , وهكذا دواليك .

من المستحيل أن تكون الديمقراطية على طريقة التيك أوي ,TAKE A WAY فهي ليست عبوة محكمة الإغلاق يجري تناولها حين نشاء . إنما هي عملية ولادة وتنشئة وتربية , تثقف تاريخيا , وتعلم لمجابهة المستقبل وتحدياته. هل يعقل أن نواجه الإحباط المستشري بيننا بالمقاطعة والتخاذل بدلا من إشاعة روح الأمل والتصميم والعزم على التغيير والتجديد والتبديل ؟ ألسنا شعبا شهما يهب لنجدة أخيه في كل بقاع الدنيا , ويستقبله في أرضه ويطلق عليه لقب (المعزب) ؟ ألم نتألم مع الفلسطيني والعراقي والجزائري والبوسني والشيشاني والأفغاني .. وعندما يأتي دورنا الحقيقي في مداواة ألمنا وإثبات وطنيتنا الأردنية الحقة , وإثبات ولاءنا وإنتماءنا لهذا الوطن العزيز ... نتنازل عن أبسط حقوقنا التي نفخر بها أمام الدنيا , ونستمع لأصوات مضللة , ولعلها تهتدي , تدعونا للمقاطعة وعدم المشاركة , وكأنما قدمت لنا الحل السحري لإنقاذ البلاد والعباد ..!!


بقلم: عادل الحاج أبوعبيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق