السبت، ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٠

الكوتا ...بين الحرية والاجبار بقلم: المحامي معن فرحان العموش

بلقاء سريع على الاخر ، مع زوج احدى المترشحات ، ابتدأ بالحديث عن حقوق المرأة ، واكد على حريتها ، وعلى ضرورة تعبيرها عن الرأي المستقل ، وتمثيل نفسها في كل الحقول وبتغير نظرة المجتمع للمرأه ، وعن حاجة المجتمع ليد ساحرة من هذه الفئة التي كانت لفترة من الزمن من الفئات التي هضمت العائلات والعشائر حقها ، ثم استطرد بالحديث ليصل لحقها بترشيح نفسها لانتخابات مجلس النواب ، وان المرأة هي الاقدر على التمثيل وتحصيل الحقوق لهذه المحافظة الفتية . مؤكدا ان قرار ترشحها للانتخابات وليد قناعتها الشخصية لوحدها ، وليس باسلوب كسر الارادة كما يعتقد الكارهين لترشيحها ، فهي تطمح لتحقيق الذات في هذه المرحلة ، وهي من اتخذت هذا القرار ، وهي ايضاً من قام باقناعه به ، وختم حديثه بطلبه منا التصويت لصالحها .

كم اعجبني حديث الرجل ، لقد كان طرح مميز من رجل قوي ، واسع المدارك ومتفتح الذهن ، كم هي محظوظه تلك المترشحه به ، وما ادهشني اكثر بأنه هو ذات الشخص الذي كان من عداد المعارضين لمشاركة المرأة ، وخصوصا بمجتمعنا العشائري فالصوت للرجل ، والمقعد للرجل ، والوقفة مع الرجال فقط...!!! .

فالحياة تتطور بسرعة حتى قناعات هذا الرجل ايضا تغيرت وتطورت !!!! فما السبب ايعقل ان المبادئ في عصرنا صارت هشة ومرنة ام انها تطعمت بالمصالح؟؟؟؟؟ ومن خلال رصدي لمجريات تسجيل المترشحين في مبنى المحافظة استوقفني عدة امور فهنا مترشحة تسير ظلاً لزوجها المتحدث الرسمي باسمها ، بل الناطق بلسان حاله عن برنامجه الانتخابي وليس برنامجها ، ليخال لمن يحادثه بانه المترشح وليس زوج المترشحه ، والغريب بانني لم اسمع صدا صوت المترشحه على طول ايام الترشيح الثلاث ، وانني ايقنت بانها مسلوبة الاراده من زوجها المتفهم لحقوقها ونصير المرأة ، حتى بقرار ترشحها لم يترك لها مجالاً للرفض او القبول ، فكيف نتوقع من مترشحة تقدمت للانتخابات مرغمة ، وبدون قناعة داخلية منها ، بان تدافع عن قضايا الوطن والمواطن بدون النظر لعيني زوجها ، وكيف لها ان تتخذ قرارا مصيرياً في مجلسنا الموقر.

وهناك مترشحه تسير بلا هواده بين مكاتب تسجيل المترشحين في المحافظة ، تتحدث مع كل مندوبي التجمع المدني على انهم صحفيين او مندوبي احدى قنوات التلفزه ، لتطرح برنامجها الانتخابي المتآكل الذي لا يفيد احداً بشيئ سوى اثقال حمل الوطن . كلمات مبعثره من بعض المترشحات استوقفتني حتى اقول مسكين هذا الوطن كم يتحمل من جمائل وكم نتحدى انفسنا والاخرين بالدفاع عنه بالبرامج الانتخابيه والخطب الرنانه فقط .

هل من مجيب لتساؤلات احاطت بصوتي الذي املك عن تلك الديموقراطية التي ترغم بعض النساء المترشحات على ان يزجها احد بموقع لن يكون لها ولم يكن اصلا كذلك .....؟؟؟؟؟ هل الديموقراطية ان نرسم خطوطا شفافة على حائط وهمي لنقنع انفسنا باللوحة التي تفننا بايصالها لمجتمع لا يملك في هذه الحالة الا الضحك من وراء الكواليس .

لعلنا نزيح قناع التودد والوطنية عن وجوه بعض المترشحين ، كما عن وجوه ازواج بعض المترشحات ، ونصوت وللمرة الاولى لمصلحة الوطن ، باختيارنا نواباً عنا سواء اكان شخص النائب سيدة او رجل .

بقلم: المحامي معن فرحان العموش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق