الأحد، ٣١ تشرين الأول ٢٠١٠

قادمون نحو التغيير ..؟؟ بقلم: د . ردينة بطارسة


ينتشر هذه الأيام ،التي تشبه في ارتفاع حرارتها ،التهاب القنبلة قبل الأنفجار ،فيروس خطير ومعدي ،ينتشر كالنار في الهشيم بين صفوف المرشحين للمجلس النيابي القادم ،ويمتاز هذا الفيروس غير القاتل ، بأعراض ليس لها علاقة بالرشح أو الأنفلونزا ، انما تظهر بشكل رئيسي على صورة ترديد كلمة ( تغيير ) بطريقة محمومة ، فتجدهم يرددونها في أحاديثهم وشعاراتهم ويافطاتهم وبياناتهم ،لدرجة أن انتشار كلمة تغيير بهذه الطريقة يبث الخوف في نفوس الناخبين من التقاط العدوى هم أيضا .

ومن أهم هذه الشعارات نقرأ عبارات مثل ، قادمون نحو التغيير ،مرشح التغيير ، صوتوا من أجل التغيير ، من أجل تغيير حقيقي (باعتبار وجود نوع كاذب ) .....الخ من الشعارات .

وهنا نسأل أنفسنا قبل أن نسأل أعزاءنا المرشحين ، عن ماهية هذا التغيير الذي يتراكضون خلفة ، ما هو ؟ولماذا هو؟وكيف سيكون؟، وقد يحضر في أذهاننا بعض الأحتمالات المتوقعة ،ومنها أن يكونوا يقصدون التغيير الظاهري على نمط النيو لوك الذي يعملونه الفنانين والممثلين مع كل ألبوم أو عمل جديد ينتجونه، والذي سيتضمن تغيير البدل وربطات العنق والأحذية والموبايلات والسيارات أو حتى نوع العطر , والذي سيرافق لحظة اعلان نتيجة الفوز ،وهنا يكون الحزن والخذلان من نصيبنا نحن الناخبين ، والحظ الأكبر والسعادة من نصيب تجار الألبسة والسيارات والعقارات .

أو قد يأتي التنغيير على غرار ما يحدث في الطبيعة ، فهناك كائنات حية يشكل التغييرجزء هام من دورة حياتها ، ومنها الأفعى التي تقوم بتغيير ثوبها الحرشفي مع نهاية موسم الشتاء ، وهناك الحرباء التي تقوم بتغيير لونها وشكلها اعتمادا على مكان تواجدها والظروف المحيطة بها ، والويل لنا اذا كان فعلا هذا هو التغيير الذي يسعون له .

والخيار الأهم من هذا كله، أن التغيير يأتي بمحو مخلفات المجلس السابق ( ذات السجل القاتم ) ،وهنا الهل وحده يعلم مخرجات تغييرهم هذا الذي يعشقون .

وأخيرا يبقى لدينا أمل أن يشفى أعزاءنا المرشحين من داء التغيير ، وأن يصابو بأعراض ننحن بحاجتها كناخبين، كما يحتاجها الوطن ، مثل التطوير والتحديث والتنمية ، كما نرجوا أن تنتهي حمى التغيير، دون أن تطال الأعراض تغيير الزوجات والأزواج أيضا ، وهنيئا لنا بمجلس التغيير القادم ،فتحضروا أعزائي باستقبال القادمون نحو التغيير ....!! 

بقلم: د . ردينة بطارسة  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق