السبت، ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٠

عبارات انتخابية مستوردة بقلم: صابر العبادي

الانتخابات مليئة بالعبر والدروس التي نتعلم منها كل أربع سنوات وقد يستفيد الكثير منها ، فالمواطنون ينظرون إلى ما يكتبه المرشحون من عبارات وشعارات يجسدون ما سيقومون به أعمال أو مواقف إن حالفهم الحظ في الوصول إلى مجلس النواب، ومن هذه الشعارات ما تنطبق على بلدنا، ومنها ما هو مستورد من مجتمعات أخرى لا تمت لنا بصلة ما يدل على أن الذي استخدم هذه العبارات لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فالتدقيق في عبارة واحدة أو عبارتين من العبارات المستوردة من بلدان يسود فيها واقع لا يسود عندنا .

مثلا عبارة ( الدين لله والوطن للجميع) لا أعتقد أن الأردن يعاني من مشكلة طائفية حتى يرفع فيها مثل هذا الشعار، وليس هناك ما يشكل معضلة في تقاسم السلطة داخل البلد إذ النظام مستقر ولا يوجد من يستقوي على القانون، ولا ينظر المجتمع إلى مجلس النواب على أنه مكان تفرض فيه الطوائف رؤيتها وتعرض مواقفها المستندة إلى الطائفة التي تنتمي إليها، لكن الأمر بعكس ذلك فالبرغم من الكوتات التي تفرض في تقسيم الدوائر إلا أنها تختفي حال تشكل المجلس فلا يظهر داخل المجلس أي رائحة للطائفية فالكل تحت نظام واحد ويسعى لهدف واحد إن كان النائب يعرف دوره ووظيفته في النظام، فالأصل ألا تكون مثل هذه العبارة في شوارعنا لأنها لا تناسبنا وليس لها واقع عندنا، ومثلها الكثير ونحن هنا لسنا بصدد حصرها.

المعضلة أن الكثير ممن يتعرضون لمجلس النواب كمرشحين ليسوا من المشتغلين أو المهتمين بالسياسة، وذلك لأن دور النائب للأسف أصابه التشويه على أيدي من لا يعرفون دور النائب على مدى دورات انتخابية، فصار يتعرض للمجلس من يريدون أن يكونوا نوابا لأمور لا تمت بصلة إلى دور النائب، حتى أن بعضهم تكاد تكون الرؤيا عنده منعدمة للواقع السياسي أو الاجتماعي السائد في البلد لذا يطلقون مثل هذه العبارات، وهم نزلوا إلى الانتخابات لأنهم يريدون أن يكونوا نجوما في المجتمع دون مقومات وإن حصلوا على ذلك من غير هذه الطريق ربما لم يقدموا على هذه الخطوة،أو يكونوا مسكونين بهاجس السلطة والسيطرة دون معرفة الأسس الموجبة لها، فصار يتعرض لمجلس النواب بهلوانات في كل شيء إلا في السياسة، فراحت مجالس النواب منذ المجلس الأول عام 1989تذوي حتى فقد المواطن ثقته فيها.

مجلس النواب 89 كان الأقوى لأنه لم يترشح له إلا من كان يعرف دوره وآلية عمله والناس نظروا إلى الأكفأ والأفضل فخرج مجلسا قويا من كل النواحي لم يدخل فيه المال ولا الالتفافات من أجل خداع الناس!! على كل حال الكثير يعرف مرامي العبارات المعلقة، والغالبية من المقترعين لا تغير مواقفهم العبارات المستخدمة في الدعاية الانتخابية، يبقى أن الدعاية الانتخابية ألعاب أطفال أمام شيخ كبير.....

بقلم: صابر العبادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق