السبت، ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٠

سلوكيات مرفوضة تتنافى مع قيمنا وعاداتنا

عندما كنا طلاب في المدرسة تعلمنا أن المجتمع الأردني يتكون من مدن وحضر وبدو أما المدن وتعني المواطنين الذين يسكنون المدينة وأما الحضر فهم المواطنين الذين يسكنون في القرى وأما البدو فهم المواطنين الذين يسكنون البادية , ولكن بعد التقدم الهائل في شتى المجالات الذي عايشه الأردن وسايره فلم يعد هناك ذلك التقسيم فأصبح الجميع يعيشون على نمط واحد وأصبحت التكنولوجيا وما تعنيه من معنى يملكه كل مواطن.

ولكن وللأسف الشديد مقابل ذلك خسرنا كثيرا من المبادئ والعادات الحسنه والتقاليد التي تحقق المحبة والتقارب والود بين الناس فلم يعد هناك التواصل الاجتماعي المعروف بين الأسرة الواحدة وبين الأسرة والعشيرة وبين العشائر في نفس البلدة أو المنطقة فكل واحد منهم يملك السيارة والتلفون والبيت المستقل والمال الذي يوفر له ما يريد ويستغني به عن أحبابه ونتيجة لذلك افرز هذا الجفاء وهذا البعد سلوكيات لم نعرفها من قبل وهي دخيلة على مجتمعاتنا وقيمنا .

ومنها على سبيل المثال( في الماضي عندما كان يموت الشخص كان هناك التزام من الجميع بالمشاركة في الواجب وإظهار الحزن على المتوفى أمام أهله وأقاربه وإشعارهم بان الفقيد هو خسارة للجميع ويتوافق الكلام مع المشاعر أما الآن فالصورة اختلفت تماما )فعند وفاه شخص ما فالواجب يخص أهل المتوفى فقط ووصلت الأمور لدرجه أن بيت العزاء يكون بالقرب من بيت الفرح ويصر من يعنيهم هذا الفرح على أن تكون الموسيقى والغناء عبر السماعات ولا يعنيهم الشخص الميت أو أهله أو أقاربه وشاهدت بنفسي موقفا من هذا القبيل وفي أكثر من قرية يحملون الميت على أكتافهم من شارع ويقومون بزفاف العريس من شارع أخر وبنفس القرية وبالرغم من تدخل المعزين من داخل البلد وخارجها لإيقاف صوت الغناء عبر السماعات إلا أن الطرف المعني يرفض بعناد مصرا على ما يقوم به .هذا السلوك وهذا التصرف لم نعرفه من قبل إلا بعد هذا التقدم والتطور بكل مظاهره التي نراها ونشاهدها في البيت وفي الشارع وفي كل مكان .

سلوك أخر على الرغم أننا عشنا في السابق بدون كهرباء وكنا ندرس على الفانوس أما في الوقت الحاضر فقد تم توفير الكهرباء في الشوارع وهذه نعمه من المفروض أن نحمد الله عليها ولكن الذي يحدث أن بعض الشباب يقومون بقذف الحجارة على أعمده الكهرباء مما يجعل الشارع في ظلام دامس وعلى الرغم من واجبات الآباء التنبيه على أولادهم آلا أن هناك فاصل وفجوة بين الآباء والأبناء .

سلوك أخر من صور التقدم أن يكون هناك حاويه لوضع النفايات فيها والمسافة ليست بعيده عن البيت ولكن للأسف الشديد كثير من المواطنين الذين يسكنون العمارات والبيوت المستقلة يصرون على وضع أكياس النفايات أمام العمارة التي يسكنوها بطريقه مؤذيه وغير حضاريه .

لقد بين لنا ديننا الحنيف في الكتاب والسنة كل ما هو مطلوب من واجبات وسلوكيات تؤدي إلى المحبة والتواصل وتمنع الغضب والحقد والكراهية.


بقلم: محمد ربابعه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق