الأحد، ٧ تشرين الثاني ٢٠١٠

عزوف: غالباً،.. ليس لمقاطعة الإسلاميين بقلم: د. محمد حسين المومني

معركة خاسرة يتم خوضها بشأن مستوى الاقتراع ونسبة المشاركة السياسية في الانتخابات المقبلة، فالأرجح أن الانتخابات ستشهد نسبة مشاركة متدنية ليس بسبب مقاطعة الإسلاميين وإنما بسبب عدد من العوامل الأخرى التي ترتبط بتاريخ انعقاد هذه الانتخابات.

مقاطعة الحركة الاسلامية ملزمة لاعضائها فقط، وهم قلة بالمقارنة مع من يصوت لهم، لذلك فلا يتوقع ان يكون تأثيرهم على نسبة الاقتراع كبيرا او ان يتجاوز بضع نقاط مئوية، ومن كان يصوت للونهم السياسي يتوقع أن يفعل ذلك لقريبين من هذا اللون او حتى لمن عرف عنهم درجة من الاستقامة العامة وان لم تكن مرتبطة بطابع سياسي ديني.

الإسلاميون يلعبون على أرضهم وبين جمهورهم في قضية تأثير المقاطعة على نسبة المشاركة في الانتخابات، ذلك أن هناك عددا كبيرا من العوامل التي ستسهم بتدني نسبة المشاركة، وعليه فلا يحق لاحد ادعاء أن مقاطعتهم هي سبب تدني المشاركة بالاقتراع.

تاريخ عقد الانتخابات هو سبب اهم بكثير من مشاركة او مقاطعة الاسلاميين. فالانتخابات ستجرى بعد رحيل المغتربين الاردنيين الى الخليج والخارج، وهؤلاء يقدر عددهم بنصف مليون تقريبا وقد كان لوجودهم في السابق اثناء الانتخابات، التي عادة ما تعقد في الصيف، أثر في زيادة نسبة الاقتراع.

يضاف لذلك حوالي مائة وخمسين الفا ممن أعيدوا لدوائرهم ولم يثبتوها، فهم لا ينوون الاقتراع، والمحكومون إداريا ممن يحق لهم الانتخاب بسبب عدم صدور الحكم عليهم والذين يقدرون بالآلاف، او الحجاج الاردنيين المقدرين ايضا بالآلاف. والاهم من كل ما سبق هو أن كثيراً من الاردنيين لن يشاركوا بالانتخابات لقناعتهم بعدم جدوى المشاركة او أنها لن تأتي بجديد لهم، وقد تعزز ذلك بسبب القانون الانتخابي الجديد غير المقنع لأحد.

كل هذه العوامل ستسهم بشكل او بآخر بتخفيض نسبة الاقتراع، وكان الأحرى أخذ ذلك بعين الاعتبار قبل خوض معركة المشاركة السياسية مع الاسلاميين التي كان واضحا ان الحكومة قررت خوضها.

في ظل هذه التداعيات، نجزم أن التراجع عن معركة المشاركة في الانتخابات وتكريسها لتكون فرصة لتقنين او إظهار حجم الاسلاميين الحقيقي خير من الاستمرار بها، والأفضل الاعتراف ان نسبة المشاركة ستكون ضئيلة لأسباب أخرى غير مرتبطة بالمقاطعة بدل ضخ جهد في اطار تفعيل المشاركة السياسية.

جهد تفعيل المشاركة الانتخابية على أهميته يعطي الانطباع أن الحكومة خائفة من نسبة المشاركة المتدنية، وأنها مرة أخرى في موقع الراد على الفعل في التعامل مع هذه القضية وهذا ما لايجب ان يكون.

لا ندعي أن الارقام دقيقة، ولا نعلم ما هي نسبة المسجلين للانتخابات من الحجاج الأردنيين او الموقوفين او المغتربين، لكن ما نعرفه أن هذه الأرقام ستؤثر بطريقة او بأخرى على نسبة الاقتراع، بدرجة، على الأرجح، ستتجاوز درجة تأثير مقاطعة الإسلاميين.

د. محمد حسين المومني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق