لا نمانع أن يقوم الإعلام والجهات الإعلامية الخاصة .. جرائد .. صحف إلكترونية .. تلفزيونات وفضائيات .. إذاعات .. نقول .. لا نمانع أن تقوم هذه الجهات الإعلامية بتكريم الفنانين والمثقفين في بلادنا وفي بلاد العرب جميعا .. لكن هذا التكريم يجب ألا يتخذ صفة المسابقة والمنافسة إلا ضمن وسائل منهجية معروفة للقاصي والداني .. وأن تنتبه هذه الجهات إلى مسألة المصداقية والمساءلة الأدبية...
نقول هذا في معرض الحديث عن مهرجان الــ .. جوردان أووردز .. والذي تنظمه للسنة الثانية راديو صوت المدينة أو صحيفة المدينة أو ما يسمى الآن بــ .. مجموعة قنوات البث الأردنية .. الشركة الأم التي تدير هذه الجهات الإعلامية .. والتي تعود في الأصل إلى مجموعة تجارية أردنية كبرى يطلق عليها ... مجموعة البداد القابضة .. والتي يملكها .. رجل الأعمال الأردني فطين البداد .. أدار هذه الجائزة في السنة الفائتة .. الإعلامية المذيعة المتألقة .. ضياء العوايشة .. مديرة راديو صوت المدينة .. آنذاك ... ويقوم على إدارة الجائزة لهذه السنة .. المذيعة .. رنا سلطان .. وهي ليست مديرة الإذاعة ذاتها .. حيث تقوم على إدارة الإذاعة الآن الإعلامية المرموقة .. إكرام الزعبي ..
المهم في الأمر أن هذه الإحتفالية الإعلامية الفنية المبهرة .. كانت عبارة عن جائزة أردنية تمنح للمبدعين الأردنيين في المجالات الأردنية الفنية .. وتحت شعار .. جائزة الإبداع الأردني .. وقد كان لنا في تلك السنة حديث مطول حول تنظيم وفكرة هذه الإحتفالية .. وكافة ما شابها من تعليقات عدة تتعلق بالجائزة ومسماها ولجان الإختيار ورمزية الجائزة .. آلهة تايكي التاريخية .. وكان هذا الحوار قد حصل بعد الإحتفالية الأولى مع السيدة الفاضلة الإعلامية ضياء العوايشة .. وقد وعدت السيدة ضياء العوايشة بأخذ هذه الملاحظات على محمل الإهتمام والجدية .. والوعد بلقاء رجل الأعمال السيد فطين البداد للحديث معه حول هذا الموضوع .. كونه صاحب الشأن في هذه الإحتفالية المهمة .. وهكذا ... وكما يحدث في أغلب الحالات التي تتعلق بالشأن الفني والإعلامي والثقافي في الأردن ... السمع من أذن .. وإخراج السمع من الأذن الأخرى ..
فقد غادرت السيدة ضياء الساحة الإعلامية إلى ساحة أخرى نتمنى لها كل النجاح والتوفيق فيها .. وكنا نعتقد أن الإحتفالية قد تم إلغاءها .. أو تأجيلها .. وحتى سمعنا بأنها ستعود بشكل موسع وأكبر وأفضل تنظيما وأكثر مصداقية ... وهكذا عدنا إلى المربع الأول ... وقد لاحظنا وقوع الإحتفالية الحالية بنفس الأخطاء السابقة .. بل وأكبر منها ... وإليكم البعض من هذه السقطات .....:
لم يتم التنسيق مع الجهات المعنية بالشأن الثقافي والإعلامي والفني بخصوص الإحتفالية .. وهذا واضح من تشكيل اللجان واللجنة المنظمة ... تم توسيع حجم المشاركة والجوائز عربيا .. وهذه فكرة عظيمة .. إلا أن توسيع المظلة عربيا أدى إلى تقزيم الجائزة أردنيا ... مازالت رمزية الجائزة .. آلهة تايكي .. موجودة .. وكنا قد أشرنا إلى عدم منطقية هذه الجائزة ورمزيتها أردنيا .. ولا نريد إعطاء درس في التاريخ هنا حول هذه الرمزية وعلاقتها بالأردن .. سوى إكتشافها على الأراضي الأردنية .. وأن رمزا آخر قد يعطي إنطباعا أكثر منطقية وأبلغ إشارة وأدق هوية .. وأعطينا أمثلة عديدة على ذلك وأقترحنا أن تمنح الجائزة بإسم فنان كبير مؤسس توفاه الله .. وكان له الأثر الواضح على الساحة الفنية والثقافية الأردنية ... ويبدو أننا لم نكن مقنعين بما فيه الكفاية .. ورجحت كفة إالهة تايكي الهيلينستية الرومانية والتي قام بتصميمها فنان سوري؟؟؟؟؟؟ مرة أخرى ... يقحم برنامج الحفل بفقرة فنية راقصة ... من الشقيقة سوريا ... رغم وجود العديد من الفرق الراقصة الأردنية والتي تمثل لوحات مستنبطة من التراث والبيئة الأردنية ... ولكن لا حياة لمن تنادي ..!!
رغم أن الجوائز تحمل مسميات واضحة في الشأن الفني الموسيقي والدرامي .. إلا أن المنظمين أبوا إلا أن يفاجؤونا بمسمى جائزة غريب على الإحتفالية ... فعندما نقدم جائزة لأفضل عمل تلفزيوني تاريخي مثلا .. وأفضل مخرج لهذه الأعمال ... نتوقع وجود جائزة لأفضل سيناريو لهذه الأعمال!! ... لا يا سادة .. المنظمون يفرضوا جائزة لأفضل عمل روائي ... نعم أفضل رواية أردنية ... ولم أستطع أن أفهم حتى الآن سبب وجود هذه الجائزة .. وسبب حجب جائزة السيناريو للمسلسلات ... تم في هذه الدورة حجب جائزة أفضل ملحن أردني ... تم حجب جائزة أفضل نص غنائي أو شعري أردني .. تم حجب جائزة أفضل موزع موسيقي أردني ... تم حجب جميع الجوائز الخاصة بالصحافة الإلكترونية .. وتم الإبقاء على جائزة أفضل إعلامي أردني وعربي .. 20 ترشيحا !!! ليست هناك جائزة واحدة للتقنيين أو الفنيين الأردنيين والذين يعملون في أغلب الأعمال العربية الشهيرة .. مثل مدير الإضاءة والتصوير .. التأليف الموسيقي .. الماكياج .. الأزياء .. إلخ.
يقول الأستاذ الصحفي .. صالح أسعد .. منسق لجان التحكيم ... ان العمل الدرامي الجيد ليس بالضرورة هو العمل الجماهيري واشاد بلجان التحكيم وبنزاهتهم .. وأستغرب من هذا الكلام الذي ورد على لسان الاستاذ أسعد في أحد المقابلات ... حيث أن كل الأعمال المرشحة كانت ذات شعبية واسعة ..!!!
في النهاية .. أقول أن الإحتفالية قائمة .. وأن ما قيل هنا وهناك لن يوقف الحدث .. ولسنا راغبين في ذلك معاذ الله .. إلا أننا سنبقى مراقبين لكل حدث معنى بالثقافة والفن والإعلام في هذا البلد المعطاء .. وفي غياب الدولة عن القيام بدورها الحقيقي برعاية وتنظيم هكذا إحتفاليات .. لا نستغرب دخول القطاع الخاص في هذا المجال .. وقد كنا دائما وأبدا نطالب القطاع الخاص بالقيام بهذا الدور الريادي .. لكننا لم نقل أبدا أن نغيب المؤسسات المتخصصة .. والمرجعيات الوطنية والتي لها باع طويل في الثقافة والفن والإعلام .. والتنظيم والترتيب المحترف ... وبرغم كل هذا وذاك ... لم نبخل يوما بتقديم المشورة والنصح والإرشاد .. ولم نطلب لا تكريما ولا منفعة خاصة ... ولا تجارة تأتي من الركوب على موجات الإثارة والبهرجة الفنية الغير مقنعة ...
بقلم: عادل الحاج أبوعبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق