الخميس، ٥ آب ٢٠١٠

سياسة ربط الدينار بالدولار

كدت بعثة صندوق النقد الدولي أن سياسة ربط الدينار بالدولار تشكل أحد ركائز الإستقرار النقدي في المملكة، حتى هذا الوقت لن أدخل في جدال لأقول انه يجب الابقاء على ربط الدينار بالدولار او فك هذا الارتباط ،لانه من المعروف ضمنا ان الكل متفق على انه يجب ان يكون للعملة في الدول النامية كالاردن سعر صرف ثابت وان هذا الثبات هو الشيئ الامثل.

تجدر الاشارة الى أن تكبد الاقتصاد الأردني خسائر كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية كان نتيجة للقفزات المتتالية في أسعار صرف العملات العالمية مقابل الدولار الأميركي، ليسير على نسق دول عديدة في العالم ربطت عملتها بالدولار، مما الحق بها خسائر مالية كبيرة، والاستمرار على هذا الثبات بين الدينار والدولار سيؤدي الى تعميق الخسائر، لذلك لايجب الاخذ دوما بتأكيدات بعثة صندوق الدولي وكانها مسلمات لا تجب مناقشتها وانها الوصفة السحرية التي ستحل المديونية العالية ، انما يجب الاخذ بها وتحويرها بما يتناسب مع متطلبات الاقتصاد الاردني الذي يدور في فلك الاقتصاد العالمي .

ان توجه البنك المركزي كمثل نظرائه في الخليج في تثبيت سعر الصرف ليس مبررا بشكل مطلق ، سواء كان الدولار ضعيفا ام قويا فالارتباط المثبت يعيق اي حل للمشكلات النقدية والمالية، ومثال ذلك الخطوة التي اتبعها البنك الكويتي المركزي بفك الارتباط بين الدينار والدولار حيث هدفت الى معالجة مشاكل مالية ونقدية، بعيدا عن الدولار الامريكي الذي بدأ في الانخفاض منذ فترة طويلة، فلا يمكن لأي مشكلة اقتصادية ان تعالج والعملة المحلية مرتبطة بالدولار الامريكي ارتباطا مثبتا، نتيجة لذلك ، كان لا بد ان يفك الارتباط بين الدينار والدولار، ولفترة مؤقتة لحين تصحيح المسار الاقتصادي لدولة الكويت، ورفع قيمة الدينار الكويتي بعيدا عن انخفاض الدولار والمشاكل الاقتصادية التي يسهم بوجودها في الاقتصاد الكويتي.


ان الخبراء الذين قاموا باعتماد السياسة الحالية بربط الدينار بالدولار ،ركزوا على ضرورة إعادة رفع قيمة الدينار مقابل الدولار، حيث أن المطالبة بإبقاء سياسة ربط الدينار بالدولار كما اشرت بداية امر مهم، على أن يتم رفع قيمة الدينار مقابل الدولار بنسب معينة للمحافظة على القدرة الشرائية للعملة الوطنية لتعويض جزء من الانخفاض الذي تعرض له الدولار لقاء العملات الأجنبية هو أمر ضروري لاعادة رفع قيمة الدينار أمام الدولار وبالتالي يؤدي ذلك الى انخفاض عبء الدين الأجنبي وزيادة رصيد الأردن من الاحتياطيات الأجنبية،لا اعرف كيف توصل بعض المحللون الا ان انخفاض في الدولار سيتوقف ويرجع الى مستوياته الاعتيادية وبالتالي يجب ابقاء الدينار الاردني مثبتا مع الدولار بدون اية اجراءات او تعديلات اخرى ولماذا نأخذ تأكيدات أوتوصيات صندوق النقد كمسلمات!!



بقلم: د.وسيم حداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق