الجمعة، ٣ كانون الأول ٢٠١٠

وزارة التنمية والجمعيات الخيرية

تبدي وزيرة التنمية وشؤون المرأة ومعها بالتأكيد فرق لها كل الاحترام في وزارتها، قدرا جيدا من الإنجاز والمأسسة في حقل يعد الاكثر صعوبة في مجال العمل الحكومي؛ وهو مجال الفقر والتنمية وتنظيم العمل الخيري.

لطّوف تقدم نموذجا جيدا للمرأة الوزيرة في قطاع يتطلب الوصول والتواصل مباشرة مع الميدان، وهو قطاع يجب ان يتوقف عن انتظار الدراسات والمشاريع المعروضة الكترونيا التي تكون عادة من اعداد خبراء ومكاتب تسويق لمشاريع لم تعد لها صنعة غير تقديم المشاريع وجلب التمويل ثم مشاركة الدولة في نسب كبيرة منها. 

بين الأعمال التي تحتاج إلى تنظيم ومأسسة في الأردن حالة جمعيات العمل الخيري التي باتت تتكاثر مثل الجراد، ولا احد يعرف الفارق بينها، خاصة أن إنشاء بعضها جاء على أسس غير ممنهجة او مؤسسية.

لكن الشيء الذي بات يزعج هو التخبط في وضع الجمعيات الخيرية وتعدد اختصاصها وعدم وضوح مالية بعضها، وفي هيمنة بعض الأفراد والجهات على صناديقها المالية. ومناسبة الحديث هنا هو ما صدر عن الوزيرة لطوف في جولتها في البادية الشمالية قبل يومين حيث أكدت بأن موازنة الوزارة للعام المقبل تضمنت قرارا بإنشاء صندوق لدعم الجمعيات الخيرية بمبلغ 5 ملايين دينار.

الدعم ليس المشكلة، فبعض الجمعيات في الأطراف بحالة يرثى لها، لكن المهم هو توجيه الدعم لمشاريع منتجة تحقق دخلا مستمرا للجمعيات التي هي متعثرة اليوم، ومع أن تخصيص المبلغ جاء وفقا لبنود قانون الجمعيات الخيرية لعام 2008 والقانون المعدل لعام 2009، إلا أن طموح الوزيرة بان يكون هذا الدعم بهدف مأسسة العمل والتعاون بين الوزارة والجمعيات الخيرية في المملكة أمرا يحتاج إلى تمعن، فهل لدى الجمعيات خطط واضحة، هل هناك جهاز رقابي على أدائها المالي، أم أن الدعم سيصرف وسينتهي أثره حال صرفه؟.

المشكلة التي لا بد أن تقف عندها وزارة التنمية وشؤون المرأة هي ثقافة العمل الخيري التي باتت تشكل تحديا امام الجمعيات الخيرية، ففي اوقات كثيرة يكون المرء مع اصدقاء له، ويأتي اشخاص معهم نفس الموديل من الورق ودفاتر الإيصالات ويقدمون انفسهم على انهم يجمعون تبرعات لجمعية سواء في عمان او الكرك او الزرقاء او جرش او في أي مكان آخر، ومع ان التبرع بالدعم مسألة شخصية إلا أن الكثيرين حتى عندما يتبرعون يكررون الجملة التالية "لا نعرف صدقهم من كذبهم"، وهذا شيء لافت في باب بناء الثقة مع هذا النوع من وجوه العمل الخيري الذي ليس كله بالضرورة وجها واحدا، فهناك جمعيات في عمان ومدن الأطراف تستحق الثناء وتقوم بجهود تنموية جيدة.

اخيرا أدعو وزيرة التنمية وشؤون المرأة إلى التفكير في ثقافة العمل الخيري ودراسة اسباب اختلال الثقة فيها، ومحاولة تشخيص الاسباب التي جعلت الناس يتبرعون من دون وازع إلا من اجل التخلص من هذا الشخص أو ذاك ممن يداهمون الناس في الأماكن العامة ويطلبون التبرعات.

د. مهند مبيضين

هناك ٤ تعليقات:

  1. وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية هي وزارة سعودية سابقة دمجت مع وزارة العمل تحت اسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كانت الوزارة مسؤلة عن مجموعة من الأنشطة وهي : مكافحة التسول، التنمية الاجتماعية، الجمعيات التعاونية، الجمعيات الخيرية، الإرشاد الاجتماعي، الإعانات الاجتماعية، الطفولة والأيتام، رعاية المسنين، رعاية المعوقين، رعاية الأحداث، الحماية الاجتماعية، الضمان الاجتماعي [1]، ويتولى رئاستها الوزير الدكتور ماجد القصبي
    بقلم / شركة تنظيف بالدمام

    ردحذف